بعد ضربة دمشق.. واشنطن وطهران متفقتان على عدم التصعيد

أخبار العالم | 03 ابريل 2024 05:23 م

بعد ضربة دمشق.. واشنطن وطهران متفقتان على عدم التصعيد

حشد نت - وكالات

لا شك في أن الهجوم الإسرائيلي على مبنى تابع للسفارة الإيرانية في دمشق، والذي قتل عدداً من قادة الحرس الثوري تسبب بـ"حالة ذعر" لدى الأميركيين. فالهجمات الإسرائيلية على مقرات للقوات الإيرانية وحزب الله في سوريا أمر معهود، لكن اغتيال مسؤولين كبار في الحرس الثوري وفي مبنى تابع للبعثة الدبلوماسية الإيرانية يرقى لأن يكون "سابقة"، أقلّه في الزمن القريب.

لهذا، أكد الأميركيون رسمياً، أنهم بعثوا برسالة إلى الإيرانيين بعد الهجوم، شددوا فيها على ألا علاقة للولايات المتحدة بالأمر.

وأضافت مصادر لـ"العربية/الحدث" أنه كان ضرورياً النظر إلى نقاط الضعف، وإمكانية تعرّض الأميركيين من مدنيين وعسكريين للمخاطر.

كما اعتبرت واشنطن أنه من الضروري فتح قناة اتصال مع الإيرانيين للتأكد من أن الوضع لن يشهد تصعيداً، ولن يتعرض الأميركيون المنتشرون في المنطقة لأية مخاطر.

وأوضحت المصادر أيضاً أن الرسالة الأميركية تعمّدت القول، بدون لبس أن الولايات المتحدة وقواتها واستخباراتها لم تشارك بأي شكل من الأشكال في الإعداد لهجوم في دمشق، مشددة أن على إيران أن تتصرّف على هذا الأساس.

"لا تهديد"

وأكدت المصادر ذاتها، أن الرسالة الأميركية لم تتضمّن أي تحذير لطهران، كما لم تكن مرفقة بأي تهديد.

وبرّر المتحدثون الأميركيون ذلك بأن الإدارة الأميركية لم ترَ ضرورة لتوجيه إنذارات أو تهديدات، خصوصاً أن التحذير السابق الذي أرسلته الولايات المتحدة لطهران ما زال قائماً، والميليشيات لم تقم بأي هجوم على الأميركيين منذ شهرين.

جاء ذلك بعدما أرسلت إدارة بايدن مندوبين إلى اجتماع مع ممثلين للحكومة الإيرانية، أبلغ فيه الأميركيون الوفد الإيراني، أن الرئيس الأميركي وإدارته سيعتبران أي هجوم من قبل الميليشيات الموالية لإيران على القوات الأميركية في العراق وسوريا هو مسؤولية إيران، وشددوا حينها على أن بايدن مستعد لضرب أهداف على الأراضي الإيرانية لو تابعت الميليشيات هجماتها على القوات الأميركية في سوريا والعراق، وفقا لمصادر "العربية/الحدث".

تفاصيل التفاهم الأميركي الإيراني

يشار إلى أنه ومنذ أكثر من 50 يوماً، لم تطلق الميليشيات أية صواريخ، كما لم تنفّذ أية هجمات على القوات الأميركية في شمال شرق سوريا، أو التنف أو حتى على القواعد التي ينتشر فيها الأميركيون في العراق.

ويعتبر المتحدثون باسم الإدارة الأميركية الآن أن طهران لديها بالفعل سيطرة على الميليشيات في العراق وسوريا، وتستطيع أن تطلب منهم التوقّف عن شنّ هجمات وهم يستجيبون لها.

أما ما يثير الاهتمام في تصرفات الأميركيين والإيرانيين في الشرق الأوسط، هو اعتبار الإدارة الحالية للرئيس الديموقراطي جو بايدن، أن بصمات إيران موجودة في كل مكان من المنطقة، كما تعتبر الإدارة الأميركية، ألا إرادة لدى واشنطن أو طهران بتصعيد الموقف في الشرق الأوسط، كما لا تريد واشنطن وطهران أن يخرج الصراع عن إطار غزة، بل إن ما تريده إيران هو ما تريده واشنطن، وهو المحافظة على الهدوء والاستقرار، أقلّه حتى إشعار آخر، بحسب المصادر ذاتها.

إلا أن هذا الهدوء لا يعني إطلاقاً وجود أي اختلاف بنشاطات الطرفين في منطقة الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة تحتفظ بقوات كثيرة في المنطقة، بما في ذلك سوريا والعراق والأردن ودول الخليج العربي، إضافة إلى البحر الأحمر وخليج عدن.

بالمقابل، تتابع إيران دعمها للميليشيات الموالية لها، بدءاً من حزب الله في لبنان، مروراً بسوريا والميليشيات المنتشرة فيها وعمل الإيرانيين مع السلطات هناك، وصولاً إلى العراق حيث تبدو أغلبية القوات المنضوية في ظل الحشد الشعبي على علاقة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني.

والآن، يعتبر الأميركيون أن إيصال الرسالة المباشرة إلى إيران كان ضرورياً للحفاظ على سلامة الجنود والمدنيين الأميركيين، ويشعرون باطمئنان إلى أن الوضع لن يتصعّد.